فضاء حر

عندما يتوجع الجرحى

 يمنات

عندما يتوجع الجرحى.. تنزف أوردة الوطن وتبقى جروحه مفتوحة وغائرة في وجدان الناس وذاكرتهم لسنوات طويلة.. بكلمات متقطعة ممزوجة بألف غصة وغصة ظلت حبيسة في صدورهم وممزوجة بشحرجات أوجاعهم وأنينهم الطويل لما يقارب عامين كاملين!!!!!.

يقول الجريح د. محمد حميد القباطي في احد اللقاءات التي أجريت معه: (انتظرنا بفارغ الصبر الثورة الشبابية السلمية وشاركنا فيها منذ البداية كانت الثورة حلم.. كانت الاهداف التي خرجنا من أجلها أمل جدد أشياء كثيرة فينا، ولكن للأسف أقولها للأسف الشديد أن الثورة انجرفت في مسارات أخرى غير المسارات التي حددناها نحن في اليوم الاول كثير من الشباب استشهدوا وكثير من ينتظر نحبه حاملاً جراحه الان، ولكن يظل الجرح هو الجرح غائر في الوجدان.. غائر في القلب.. غائر في الذاكرة .. أيضاً في الوعي.. طوال الفترة الاخيرة لم نتلقى العلاج اللازم..

شيء مؤلم أن تجد نفسك في أروقة المحاكم.. أروقة الوزارات تصبح عالة على نفسك وعالة على الاخرين وتلك هي الطامة الكبرى ولكن الجرح الغائر أن أولئك الشباب الذين كانوا بجوارك استشهدوا وتقول لماذا؟؟؟ أين حلمهم؟؟؟

في الساعات الباردة عندما تئن كجريح ربما تجد من يقف معك ويخفف آلامك .. ترى من يخفف الاااام هؤلاء المقصين ؟؟؟.. من يخفف الاااام أولئك الذين غابوا عن أعيننا ولا زالت أسمائهم وصورهم محفورة في الذاكرة ويظل الجرح .. هو جرح الوطن..) .. رعاك الله ياد كتور محمد ونتمنى لك عاجل الشفاء.

* محامي جرحى الثورة الشبابية السلمية امام المحكمة الادارية بأمانة العاصمة

زر الذهاب إلى الأعلى